كتب – علي تمام انقلب داعش على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصفه بـ”الخائن” بعدما كانت تجمعهما في السابق علاقات يهيمن عليها كثير من الغموض والالتباس. وقال موقع سايت الذي يراقب مواقع المتشددين على الإنترنت إن التنظيم نشر تسجيل فيديو يدعو الشعب التركي للتمرد على أردوغان، الذي وصفه التنظيم بأنه “كافر وخائن”، وناشده المساعدة في غزو تركيا. ولم يتسن على الفور التحقق من صحة التسجيل المعنون “رسالة إلى تركيا”، والذي نشره المكتب الإعلامي لولاية الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمته شمال سوريا.
وتحدث أحد مقاتلي التنظيم بالتركية في التسجيل متهما أردوغان بأنه “باع البلاد للصليبيين ولحزب العمال الكردستاني الملحد”، وسمح باستخدام قواعده “للصليبيين والولايات المتحدة لمجرد أن يبقى في السلطة”.
ولا تصف التنظيمات المتشددة عادة عدوا لها بـ”الخائن”. لكن يبدو أن قيادات التنظيم كانت تشير إلى العلاقات التي لطالما جمعتها بأردوغان منذ كان على رأس الحكومة.
ولم يقتصر البيان المصور على الهجوم على السلطات التركية فقط، لكنه اتخذ ايضا بعدا سياسيا يشمل محاولة خلق احتجاجات على حكم أردوغان.
وقال المقاتل الذي كان يحمل بندقية وهو يحذر الشعب التركي“يا شعب تركيا.. دون أن تضيع أيّ وقت يتعين عليك التمرد على هؤلاء الملحدين الصليبيين وهؤلاء الكفار الذين جعلوك عبدا للصليبيين تقاتل معهم”. ودعا إلى غزو “إسطنبول التي يعمل الخائن أردوغان من أجل تسليمها للصليبيين”.
ووافقت تركيا الشهر الماضي على فتح قواعدها ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة أمام تحالف تقوده الولايات المتحدة في تغيّر كبير في موقفها السياسي بعد سنوات من الإحجام عن القيام بدور رئيسي ضد المقاتلين الإسلاميين الذي يقتربون من حدودها.
ورغم تركز الضربات التركية على معاقل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي، التي تتمركز على الحدود السورية مع تركيا، ينظر التنظيم المتشدد إلى هجمات تركيا المحدودة ضد مقاتليه باعتباره إنهاء لعهد صمد طويلا بين الجانبين.
وقال فيليب جيرالدي، الذي كان ضابطا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إن “الاستراتيجية التركية تركّزت دائما على منع قيام دولة كردية على حدودها، وهذا هو السبب الرئيسي لدعم أنقرة لجبهة النصرة وداعش، وسبّب أيضا لحرصها على عدم التدخل في القضية السورية منذ اندلاعها”.
وأضاف جيرالدي الذي يعمل الآن محللا أمنيا واستراتيجيا “لكن داعش أقدم على ارتكاب خطأ فادح حينما قتل جنودا أتراكا”.
ومن المرجح في الأيام المقبلة أن ينفذ داعش هجمات داخل تركيا، وهو ما سيضع أردوغان، الذي يطمح إلى استعادة الأغلبية البرلمانية التي فقدها في انتخابات السابع من يونيو الماضي، في مأزق سياسي عميق.
فدعم أردوغان لداعش في سوريا، الذي بات واضحا بعد نشر شريط فيديو في وقت سابق يظهر شاحنات أسلحة تابعة للاستخبارات التركية متجهة إلى التنظيم، لم يؤد في نهاية المطاف إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما لم ينجح في فرض الخيار التركي بإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا.
وبات أردوغان على اعتقاد بأن إعلانه الحرب على داعش من الممكن أن يساعده في كسب دعم المجتمع الدولي لحربه المعلنة منذ زمن طويل على الأكراد.